يولد الأطفال على الفطرة النقية ويتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة المحيطة بهم إذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق في أقوالهم ولكن إذا نشأ الطفل في بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكيك في صدق الآخرين فاغلب الظن أنه سيتعلم نفس الاتجاهات السلوكية في مواجهة الحياة وتحقيق أهدافه، والطفل الذي يعيش في وسط لا يساعد في توجيه اتجاهات الصدق فأنة يسهل عليه الكذب خصوصا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان ، وإذا كان لمن حوله ممن لا يقولون الصدق ويلجئون إلى الكذب وانتحال المعاذير فإن الكذب يصبح مألوفا عنده .
وعلى هذا الأساس فإن الكذب صفه أو سلوك مكتسب نتعلمه وليس صفة فطرية أو سلوك موروث، وقد يلجأ بعض الإباء إلى وضع أبنائهم في مواقف يضطرون فيها إلى الكذب وهذا أمر لا يتفق مع التربية السليمة كأن يطلب الأب من الابن أن يجيب السائل عن أبيه كذبا بأنه غير موجود ،فإن الطفل في هذه المواقف يشعر بأن أرغم فعلا على الكذب ودرب على أن الكذب أمر مقبول.
ولكي نعالج الكذب عند الأطفال يجب دراسة كل حالة على حدة وهى كالتالي :-
1- أن تكون البيئة المحيطة بالطفل بيئة صالحة، والجميع فيها صادقون ،يشكلون قدوة حسنة،الأجواء النفسية المريحة في الأسرة فالشخص المطمئن لا يكذب أما الشخص الخائف فيلجأ إلى الكذب كوسيلة الهروب من العقاب.
2- القيام بتشجيع الطفل على قول الصدق.
3- التزويد الطفل بالقيم الدينية.
وكذلك من القوا ئد المتبعة في مكافحة الكذب، إلا نجعل الطفل يمرر كذبته على الأهل والمدرسة، لان ذلك يشجعه ويعطيه الثقة بقدرته على ممارسه الكذب دائما، فمجرد أشعارنا له أننا اكتشفنا كذبه فهو سوف يحجم في المرات التالية عن الكذب وللتذكر بأن إنزال العقوبة بعد الاعتراف بذنبه ، تعتبر كأنه عوقبة على قول الصدق.
أوصي كل الأمهات والإباء إشباع حاجات الطفل بقدر المستطاع والعمل على أن يوجه الطفل إلى الإيمان وتوجيه سلوكه نحو الأمور التي تقع في دائرة قدراته الطبيعية مما يجعله يشعر بالسعادة والهناء عكس تكليف الطفل بأعماق قدراته مما تؤدي إلى الفشل والإحباط والكذب .
ويجب أن يشعر الطفل بأن الصدق يجلب له النفع وأنه يخفف من وطأة العقاب في حالة ارتكابه الخطأ.
وكلمه أخيرا يجيب أن يكون الإباء خير مثل يحتذي به الطفل فيقولون الصدق ويعملون معه بمقتضاه حتى يصبحوا قدوة صالحة للأبناء، وجدير بنا إلا نكذب على أطفالنا بحجة إسكاتهم من بكاء أو ترغيبهم في أمر من الأمور فإننا بذلك نعودهم
على الكذب وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه قاله" من قال لصبى هاك ( اى اقبل وخذ شيأ ) ثم لم يعطه فهي كذبة "